تقع قرية أدوز بقبيلة اداولتيت, بأرض اداوبعقيل بين جبال الأطلس الصغير على الطريق الممتدة من مدينة تيزنيت إلى مركز قيادة أنزي,وهـــي أقرب ما تكون إلى هـﺬا المركز,وتعـــتبر ذات شهرة في مجال العلم و العرفان,و قد أنجــبت كثيرا من العلماء,وبخاصة من أسرة اليعقــوبين الأدوزيين.
و كلمة أدوز باللسان الأمازيغي وصف جغرافي للمكان , و معناه الربوة على ما يبدو . وتوجد قرى أخــرى بالمغرب بهـﺬا الاسم نعرف منها (أدوز-ن-سعـود) بقبيلة هشتوكة قرب دائرة بيگرا بسهل ســوس, و (ادوز -ن-سيدي منصور) و (أدوز -ن-ســيدي محنداوشن ) و كلاهما بقبيلة اداگيلول من قبائل حاحة غرب دائرة تمنار على ساحل البحر , كما اشتهــرت بجبال الريف شمال المغرب قرية بهـﺬا الاسم.
و تعتبر أدوز قرية قديمة التأسيس ,وكانت تسمى قبــل القرن 12هـ(18م)اداوتسانا,ثم عرفت بادوز و تنقسم إلى أدوز الجنوبية (تيشوقار) و ادوز الشمـاليـة (اگمَّاضن) يفصل بينهما وادي أملاكُّو,و بالقرب منهما قرى من بينها (تاوريرت) سكنى البومهديين إلى الآن, و قرية (أيت البحر), و قرية (ايت حساين). التي لـــم يبق منها سوى بعض الآثار القديمة .
وفي غربها على بعد عشرين كيلومترا , يوجد (اكـــال ملولن) قرب (أساكا أوبلاغ).
غير أن أدوز لم تشتهر إلا فـــي القرن 18 م عندما انتقل إليــــها جــــــد الشرفــاء اليعقـوبيين الأدوزيين ,السيد محمد بن عبد اللـــه بن يعقــــوب بدعــوة مـن البومهديين الـﺬين تربطهم بوالده أوثــق الأواصر, و قد شارط سيدي محــمد بن عبد الله في مسجد أدوز مدة , ثم انتقل إلــى قريته الأصلية (تازمــوت) بقبيلة سملالة,و فيها توفي,و بعده أصبحت ادوز مقــرا للشرفاء اليعقوبيين من نسله , حيث خـلف بأدوز ستة من أبنائه , و كـان من بينهم خليفته في المدرسة ابنه السيد إبراهيم بن محمد جد آل تيشوقار, كما كان أخوه السيد علي بن محمد جد آل أگرام عالـما ترك مؤلفات في فنون شتى, أما ابنه الثالــث السيد علي بن محمد جد آيــت الفقيه, فلم يعرف عنه أن له معارف, فضــلا عــــن التآليف.
و تتميز قرية أدوز بأنها ذات مردود اقتصادي شحــيح و لـﺬلك كان مورد سكانها يعتمد على التوظيف ,إما لتعلـيم القرآن فـي المساجد, أو لتعليم العلوم العربية في المـدارس العتــيقة , أو للفصل بين الناس و معالجة مختلف النوازل ,و مـن الأكيد أن هـﺬا هو الدافع الـﺬي وجه السكان للاعتناء بحفظ القــرآن و الاشتغال بإتقان العلوم و المعــارف , فنبغ عدد مـن العلمـاء الأدوزيين, ولعل الشهرة التي حظي بها مسجـد (تمــاشت) بأدوز لدى سكـان جبال جزولة يعود إلـى تقدير العلمـاء العامـلين الـﺬين أنجبتهم هـﺬه الجهة.
أما حال قرية أدوز الآن ,فإن أغلب سكانها أصبحوا منـﺬ عهد الاستقلال –حين فتحت أبواب التوظيف أمامهم – يهاجــرون مع أسرهم إلى مختلف المدن , فتحولت القرية سكنا للمسنين, وأصبح أبناء المهاجرين يألفون الوسط الحضري , و رغــم محاولة الآباء ربط الصلة بقرية أدوز حيث يقضون بها أيــام العطل السنوية مــــع أبنائهم فيرممون منازلــهم أو يحـدثون منازل جديدة ,فإن أبناءهم الشبان استأنسوا بالوسـط الحضري, مما ينبئ باحتمال وقوع قطيعة مــــع مثل هـــــﺬه القرى التي لها دور فعال في مرحلة من مراحل تاريخ هـــﺬه الجهات من البلاد.
: المادة العلمية
مقتبسة من كتاب المدارس العلمية العتيقة
آفاق إصلاحها و اندماجها في محيطها المعاصر.
من منشورات جمعية ادوز
الطبعة الأولى 1996 م.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف